ويحمل الفراء على :" لا معصوم ".
ويحمله غيره على بابه ويكون " من رحم " بمعنى : راحم.
ومن ذلك قوله تعالى :" حجاباً مستوراً " أي : حجابا ذا ستر لأن الحجاب ستر لا يستر.
ومن ذلك :" خلق من ماء دافق " أي : ذي دفق.
والفراء يقول : من ماء دفوق.
فهذا كله محمول على النسب.
قال الحطيئة : وغررتني وزعمت أن - - ك لابنٌ في الصيف تامر أي : ذو لبن وذو تمر.
ومنه عندي : خير الملك سكة مأبورة أو مهرة مأمورة.
أي : ذات كثرة لأن أمر القوم : إذا كثروا فهو مثل قوله :" حجاباً مستورا ".
قال : قال أبو عمرو : إنما نعرف مأمورة على هذا الوجه ولا نعرف أمرته.
أي : كثرته.
وحكاه غيره فإن صح فهو على بابه.
http://www.al-eman.com/Islamlib/ - TOPالسادس والستون باب ما جاء في التنزيل أضمر فيه المصدر لدلالة الفعل عليه
وذكر سيبويه من ذلك قولهم : من كذب كان شرا له أي : كان الكذب شرا له.
فمن ذلك قوله تعالى :" فما يزيدهم إلا طغياناً كبيرا ".
أي : فما يزيدهم التخويف.
ومنه :" وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ".
أي : لا يزيد إنزال القرآن إلا خسارا.
ومنه :" يخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً ".
أي : يزيدهم البكاء والخرور على الأذقان.
وقد ذكرنا قديما في قوله :" واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ " أن الهاء كناية عن الاستعانة.
وفي قوله :" يذرؤكم فيه ".
أي : يذرؤكم في الذرء.
ومن ذلك قوله :" اعدلوا هو أقرب للتقوى ".
أي : العدل أقرب للتقوى.
ومن ذلك قوله تعالى :" ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله " يقرأ بالتاء والياء فمن قرأ بالتاء فتقديره : لا تحسبن بخل الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله فحذف البخل وأقام المضاف إليه مقامه وهو الذين كما قال :" واسأل القرية ".
ومعناه : أهل القرية.