" وما لكم ألا تأكلوا " : إن المعنى : وما لكم في أن لا تأكلوا وأنه في موضع حال كما أن قوله :" فما لهم عن التذكرة معرضين " كذلك فكذلك يكون قوله :" أو يرسل " فيمن نصب في موضع الحال لعطفه على ما هو حال.
قال أبو علي في موضع آخر : ما بعد حرف الاستئناء لا يعمل فيما قبله فلا يجوز : ما زيد طعامك إلا أكل لأن إلا مضارع لحرف النفي.
ألا ترى أنك إذا قلت : جاءني القوم إلا زيدا فقد نفيت المجئ عن زيد ب إلا فكما لا يعمل ما بعد حرف النفي فيما قبله كذلك لا يعمل ما بعد إلا فيما قبلها.
فإن قلت : فهلا لم يعمل ما قبلها فيما بعدها فلم يجز : ما زيد آكل إلا طعامك قيل : ما قبلها يجوز أن يعمل فيما بعدها وإن لم يجز أن يعمل ما بعدها فيما قبلها ألا ترى أنه قد جاز : علمت ما زيد منطلق.
وقوله تعالى :" وظنوا ما لهم من محيص " " وتظنون إن لبثتم إلا قليلا " فيعمل ما قبلها فيها ولم يجز ما بعدها أن يعمل فيما قبلها.
باب ما جاء في التنزيل وقد حذف منه ياء النسب فمن ذلك قوله تعالى :" ولو نزلناه على بعض الأعجمين " وجمع أعجمى مثل أشعرى حذف منه ياء النسب في الجمع وليس جمع أعجم لأن أعجم مثل أحمر ولا يقال في أحمر : أحمرون.
ومثله.
" سلام على آل ياسين " هو جمع الياس مثل : أشعرين في جمع : أشعرى.
ومنه قراءة من قرأ :" فاسأل العادين " بالتخفيف جمع : عاد لكن أبدل من حرف التضعيف ياء مثل : تظنيت في : تظننت وكأنه أبدل في عد و عددت : عديت و عدا
الثاني والسبعون باب ما جاء في التنزيل وقد أبدل المستثنى من المستثنى منه
فمن ذلك قوله تعالى :" ما فعلوه إلا قليلٌ منهم " رفعوا " قليلا " بالبدل من الواو في " فعلوه " إلا ابن عامر.
ومن ذلك قوله :" ولا يلتفت منكم أحدٌ إلا امرأتك ".
رفعه ابن كثير وأبو عمرو على البدل من ومن ذلك قوله :" ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم " رفعوا " أنفسهم " عن آخرهم على البدل من " شهداء ".