كما أن قولك : بزيد من : مررت بزيد.
كذلك يؤكد ذلك.
ويحسنه دخول لا في قوله : ولا في أنفسكم.
فصار ذلك مثل : ما ضربت من رجل ولا امرأة.
والضرب الآخر أن يكون صفة للنكرة ويكون متعلقاً بمحذوف.
وفيه ذكر يعود إلى الموصوف.
وقوله : ولا في أنفسكم صفة معطوفة على صفة لأنه صفة منفى فيكون كالبدل في قوله : في ليلة لا ترى بها أحداً يحكى علينا إلا كواكبها من الضمير في يحكى لما جرى على المنفى.
وزيادة الحروف في التنزيل كثير فأقرب من ذلك إلى ما نحن فيه قوله :" فبما رحمة من الله " وقوله :" فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم " وقوله تعالى :" فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم " وكقوله :" عما وقيل في قوله تعالى :" كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون " ما صلة.
وكذلك قوله :" إنه لحق مثل ما أنكم " أي : مثل أنكم.
وقيل في قوله :" في أي صورة ما شاء " فكقوله : فهي ترثى بأبي وابنيما وكقولهم : أفعله آثرا ما.
فهذه حروف جاءت للتأكيد عند سيبويه.
وعند قوم هو اسم ولا خلاف في زيادتها.
فمن قال : هو اسم قال : قد جاء من الأسماء مثله مزيداً كقولهم : كان زيد هو العاقل.
قال الله تعالى :" إن كان هذا هو الحق " فهو فصل.
وقال " تجدوه عند الله هو خيراً " وقال :" إنك أنت العزيز الحكيم " وقال :" إن ترن أنا أقل منك ".
وسأعد لك الفصل فيما بعد.
والصحيح قول سيبويه إذ لا معنى لها سوى التوكيد ولا تكاد الأسماء تزاد.
فأما هو فإنما جئ به ليفصل الخبر عن الوصف فهو لمعنى.
فثبت أن ما حرف زيدت كزيادة من في النفي وزيادة الباء في : ألقى بيده وساعده لك.
فما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا وأما قوله تعالى :" ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه " فإن الكسائي يقول : إن " إْن " زائدة والتقدير : في الذي مكناكم فيه.
والفراء يقول : في الذي نمكنكم فيه.
وإياه اختار أبو علي وزعم أنه من جهة المعنى واللفظ أقرب.


الصفحة التالية
Icon