ومما يدل على أنه ليس باسم من أسماء الله تعالى وأنه من أسماء الأفعال على ما ذكرت أنه مبني كما أن هذه الأسماء الموضوعة للأمر مبنية.
وليس في أسماء الله تعالى اسم مبني.
على هذا الحد.
فلما كان هذا الاسم مبنياً كصه وإيه ونحوهما.
دل ذلك على أنه بمنزلتهما وليس من أسماء القديم سبحانه إذ ليس في أسمائه اسم مبني على هذا الحد.
فإن قال قائل : فقد حكى سيبويه وعامة البصريين في : لاه أبوك.
أنهم يريدون لله أبوك.
وهذا الاسم مبني.
لأنه لا يخلو من أن يكون على قول من قال : لاه لأفعلن.
فأضمر حرف الجر واختص به.
أو على قول من قال : ألا رب من قلبي له الله ناصح لأنه ليس بمنون فأوصل الفعل لما حذف الجار وأعمله فبين أنه ليس على إضمار حرف الجر إذ هو مفتوح في اللفظ.
وليس في نحو : إبراهيم وعمر.
فيكون مفتوحاً في موضع الجر أو منصوباً بلا تنوين نحو : رأيت عمر لتعرى الاسم مما يمنع الصرف.
فإذا لم يكن على شئ من هذه الأنحاء التي ينبغي أن يكون المعرب عليها.
ثبت أنه مبني وإذا كان مبنياً لم يمتنع أن يكون آمين اسما مثله وإن كان مبنياً.
قيل له : إنما بني هذا الاسم الذي حكاه سيبويه لتضمنه معنى الحرف ال للتعريف.
ألا ترى أنه زعم أنهم أرادوا : لله أبوك فلما لم يذكر لام المعرفة وتضمن الاسم معناها بني كما بني آمين لما تضمن معنى الألف واللام وكما بني خمسة عشر لما تضمن معنى حرف العطف وكم وكيف وأين لما تضمنت معنى الاستفهام أغنت عن حروف الاستفهام.
والاسم إذا تضمن معنى الحرف بني.
فأما آمين لم يتضمن معنى الحرف على هذا الحد ولا على نحو كيف وكم بني كما بني صه ومه ونزال وحذار ونحو ذلك من الأسماء التي تستعمل في الأمر للخطاب.
وحكى قطرب : له أبوك بإسكان الهاء.