ويجوز أن يكون وضع الاسم موضع المصدر كما قال : والباء في هذين الوجهين متعلقة بالفعل المضمر كما تعلقت به في قول الكوفيين في قراءتهم إحساناً.
ومن إضمار الجملة قراءة ابن كثير في قوله تعالى :" أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " بالاستفهام على تقدير : بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم تعترفون أو تقرون فأضمر لأن قوله :" ولا تؤمنوا " يدل عليه.
كما قال :" آلآن وقد عصيت قبل " والتقدير : الآن آمنت فأضمر آمنت لجرى ذكره في قوله " آمنت ".
ومن ذلك قوله تعالى :" كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم ".
والتقدير : ولو شهدتم على أنفسكم فحذف الفعل.
فأما قوله تعالى :" وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ".
أي : ولو كان المشهود عليه ذا قربى.
ومن ذلك قوله تعالى :" ولما جاءهم كتاب من عند الله " إلى قوله " يستفتحون على الذين كفروا " فحذف جواب " لمَّا ".
أي : كفروا.
ودل عليه قوله تعالى :" فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به " ولا يكون " لما " الثانية بجوابها جواب " لما " الأولى لأنا لا نعلم " لما " في موضع لما أجيب بالفاء كذا ذكره الفارسي.
فإذن نجئ بقول فلما رأيت الخيل زورا كأنها جداول زرع خليت فاسبطرت فجاشت إلى النفس أول مرة فردت على مكروهها فاستقرت فأجاب لما بقوله فجاشت.
فأما قوله تعالى :" فلما أسلما وتله للجبين " فإن الجواب محذوف أيضاً.
وقيل : بل الواو مقحمة.
وعلى هذا الخلاف قوله تعالى :" إذا السماء انشقت ".
قيل : جوابه محذوف أي : قامت القيامة.
وقيل : بل الواو في وأذنت مقحمة والجواب أذنت.
وقيل : بل الجواب قوله :" فأما من أوتي كتابه ".
وقيل : بل الفاء مضمرة أي : ف " يا أيها الإنسان إنك كادح ".
ونظير هذا قوله تعالى :" حتى إذا فتحت ياجوج ومأجوج " إلى قوله :" واقترب الوعد الحق ".
ومثله :" ولنحمل ".
أي : اتبعوا سبيلنا ولنحمل.


الصفحة التالية
Icon