فإذا ثبت : زيد أفضل القوم والتقدير : أفضل من القوم فإضافته غير محضة لا يتعرف بها فوجب أن يكون أحسن بدلاً لا وصفاً.
ومن ذلك قوله :" وخاتم النبيين " بالكسر اسم الفاعل ليكون معرفة فيشاكل المعطوف عليه ومن فتح فهو مصدر أي ذا ختم
الثامن ما جاء في التنزيل من إجراء غير في الظاهر على المعرفة
فمن ذلك قوله تعالى :" صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ".
قال قوم : إنما انجر غير لأنه بدل من الذين وهو معرفة ولا كلام في هذا.
وقال قوم : بل هو صفة ل الذين.
فقيل لهم : إن غيراً أبداً نكرة فكيف تجري وصفاً على المعرفة.
وقال أبو إسحاق في ذلك : إن غيرا جرى وصفا ل الذين هنا لأن معنى : الذين أنعمت عليهم : كل من أنعم الله عليه منذ زمن آدم إلى قيام الساعة.
وليسوا مقصوداً قصدهم.
وقال أبو بكر بن دريد : غير إذا أضيف إلى اسم يضاد الموصوف وليس له.
ضد سواه يتعرف غير بالإضافة كقولك : مررت بالمسلك غير الكافر وعليك بالحركة غير السكون لا يضاد المنعم عليهم إلا المغضوب عليهم فتعرف غير.
وقال أبو علي : يشكل هذا بقوله :" اخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل ".
ومثل غير المغضوب قول تعالى :" لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر ".
فمن رفع غيرا جعله تابعاً ل القاعدين على الوجهين.
وكذا قوله :" او التابعين غير أولي الإربة من الرجال " فيمن جر غيرا.
http://www.al-eman.com/Islamlib/ - TOPالتاسع ما جاء في التنزيل من كاف الخطاب المتصلة
ولا موضع لها من الإعراب فمن ذلك الكاف المتصلة بقوله تعالى :" إياك نعبد وإياك نستعين " فالكاف هنا للخطاب.
ومن ادعى فيه أنه جر بالإضافة فقد أحال لأن إيا اسم مضمر والمضمر أعرف المعارف فلا يجوز إضافته بتة.
فإن قال : إن إيا اسم ظاهر.
قلنا : لم نر اسماً ظاهراً ألزم إعراباً واحداً إلا في الظروف نحو : الآن وإذ في أغلب الأحوال وأين وإيا ليس بظرف.