والمعنى فيه أن المصدر مضاف إلى الفاعل، ومفعول المصدر محذوف المعنى إنما بغى بعضكم على بعض عائد على أنفسكم ف على هذا يتعلق بالمحذوف دون المصدر المبتدأ وهذا في المعنى كقوله تعالى "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" و "فمن نكث فغنما ينكث على نفسه" وفي قوله ثم بغى عليه لينصرنه الله إبانة عن هذا المعنى، ألا ترى أن المبغى عليه إذا نصره الله لم ينفذ فيه بغي الباغي عليه ولا كيده، فإذا لم ينفذ فيه صار كالعائد على الباغي فإذا رفعت متاع الحياة الدنيا على هذا التأويل كان خبر مبتدأ محذوف، كأنك قلت ذلك متاع الحياة الدنيا، أو هو متاع الحياة الدنيا ومن نصب متاع الحياة الدنيا احتمل النصب فيه وجهين أحدهما أن تجعل على من صلة المصدر، فيكون الناصب للمتاع هو المصدر الذي هو البغي ويكون خبر المبتدأ محذوفاً وحسن حذفه لطول الكلام، ولأن بغيكم يدل على تبغون فيحسن الحذف لذلك وهذا الخبر المقدر لو أظهرته لكان يكون مذموماً أو منهياً عنه والآخر أن تجعل على من قوله على أنفسكم خبر المبتدأ فإذا حملته على هذا، احتمل نصب متاع وجهين أحدهما تتمتعون متاعاً، فيدل انتصاب المصدر عليه والآخر أن تضمر تبغون لأن ما يجري مجرى ذكره قد تقدم، كأنه لو أظهر لكان تبغون متاع الحياة الدنيا، فيكون مفعولاً به وأما قوله تعالى "ويقولون طاعة" وقوله "قل لا تقسموا طاعة معروفة" وقوله "طاعة وقول معروف" فالمبتدأ مضمر في جميع ذلك، والتقدير ويقولون أمرك طاعة، وقل لا تقسموا أمرنا طاعة وكذلك طاعة وقول معروف" أي أمرنا طاعة فحذف المبتدأ، كقوله "فصبر جميل" أي فشأني صبر جميل وقدره قوم على أن الخبر مضمر، أي طاعة وقول معروف أمثل من غيرهما وقال أبو إسحاق بل قوله "طاعة وقول معروف" تقديره ويقول الذين آمنوا لولا أنزلت سورة ذات طاعة، فحذف المضاف وأما قوله تعالى "قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله" والتقدير هي النار ويجوز أن يكون مبتدأ، و وعدها الله


الصفحة التالية
Icon