قال عثمان الفضلة قد تصير معتمد الكلام دون الخبر والصلة، في نحو قامت هند في داره ولولا الفضلة فسد الكلام، وكذا الذي قمت إليه قمت في داره فينبغي أن يصير "الذين أغوينا أغويناهم" خبراً؛ ف أغوينا بالفضلة معتمد الكلام وفي التنزيل "إن الله لا يخفى عليه شئ في الأرض" لولا الفضلة أعنى عليه لم يجز للجملة أن تجري على إن ومن حذف المبتدأ قوله تعالى ذكر رحمة ربك أي هذا ذكر رحمة ربك، فحذف المبتدأ وقوله تعالى "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق" قرئ بالرفع والنصب فالرفع على أن قوله "ذلك عيسى ابن مريم كلام، والمبتدأ المضمر ما دل عليه هذا الكلام، أي هذا الكلام قول الحق ويجوز أن تضمر هو وتجعله كناية عن عيسى فيكون الرافع قول الحق، أي هو قول الحق؛ لأنه قد قيل فيه روح الله، وكلمته، والكلمة قول ومن ذلك قوله تعالى "رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده" يجوز أن يكون خبر مبتدأ مضمر، أي هو رب السموات والأرض ويجوز أن يكون بدلاً من اسم كان في قوله" وما كان ربك نسياً رب السموات والأرض" ويجوز على قول الأخفش أن يكون مبتدأ وخبره فاعبده لأنه يجيز إدخال الفاء في خبر المبتدأ وسيبويه لا يجيز ذلك في قوله

وقائلة خولان فانكح فتاتهم وأكرومة الحيين خلو كما هيا
أي هذه خولان ولم يجز أن يكون فانكح مسندا إلى خولان لأنه لا يرى الفاء في خبر المبتدأ إلا في الموصول والنكرة الموصوفة، وقد قلنا ما يقتضيه قول أبي الحسن


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
يا رب، موسى أظلمى وأظلمه فاصبب عليه ملكاً لا يرحمه