الأولون، أو منهم وأما قوله تعالى "وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب" الجار يتعلق بمحذوف خبر ثان ل أن ولا يتعلق ب بادون إلا أن تعنى أنهم خرجوا إلى البدو وفيهم ويجوز أن يكون حالا من الضمير في بادون
ويجوز في يسألون أن يكون صفة للنكرة، وأن يكون حالا مما في بادون حكاية لحال، أو من باب صائداً به غداً من قولك مررت برجل معه صقر صائداً به غدا وقوله "هدياً بالغ الكعبة" ومن ذلك قوله تعالى "وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون"، التقدير بل هم عباد مكرمون، فأضمر المبتدأ فأما ما ذهب إليه أبو إسحاق في قوله تعالى "للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها" من أنه يجوز أن يرتفع جنات بإضمار مبتدأ على تقدير ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار، فحذف المبتدأ، فباطل أن يبقى قوله خالدين فيها لا ناصب له ولا عامل يعمل فيه، وإنما يرتفع جنات بالظرف، على قول الأخفش فيكون خالدين حالا من المجرور باللام وإن رفعته بالابتداء وجعلت في الظرف ضميراً كان الحال عنه ومن ذلك قوله تعالى "منها قائم وحصيد" قال أبو علي يبين أن الخبر محذوف في نحو قوله منها قائم وحصيد ظهوره في قوله
لاشئ في ريدها إلا نعامتها
منها هزيم ومنها قائم باقي
وكذلك منها قسى وزائف لا يكون إلا على إضمار منها لأن القسى غير الزائف كما أن الهزيم غير القائم فكذلك، الحصيد غير، القائم والتقدير ومنها حصيد ومن ذلك قوله في قول أبي إسحاق إن هذان لساحران أي إنهما ساحران، فحذف المبتدأ وإنما أضمره عنده وعند عالمه لأنه يرى أن إن بمعنى نعم، وهذان مبتدأ فلو حمل على الظاهر لدخل اللام على الخبر فأضمر المبتدأ فقال أبو علي ليس هذا بصحيح؛ لان الإضمار ضد التأكيد، واللام للتأكيد فإنما تلا هذا على لغة من قال