الحرف الموقوف عليه، إذا كان مرفوعاً في الإدراج، أشموا النون المدغمة في تأمنا وقد يجوز ذلك في وجه آخر في العربية وهو أن يبين ولا تدغم، ولكنك تخفي الحركة، وإخفاؤها هو ألا تشبعها بالتمطيط، ولكنك تختلسها اختلاساً وجاز الإدغام والبيان جميعاً، لأن الحرفين ليسا يلزمانه، فلما لم يلزما صارا بمنزلة اقتتلوا في جواز البيان فيه والإدغام جميعاً فمما جاء فيه الإشمام عن أبي عمرو في سورة البقرة ينقسم إلى قسمين مضموم، ومرفوع فالحروف المضمومة ثمانية قوله تعالى "ونحن نسبح بحمدك" "حيث شئتما" "حيث شئتم" ونحن له مسلمون" "ونحن له عابدون" "ونحن له مخلصون" حيث ثقفتموهم" والحروف المرفوعة خمسة قوله تعالى "وإسماعيل ربنا" "شهر رمضان" "يشفع عنده" "الأنهار له" "المصير لا" وأما المجرور الذي فيه الروم قوله تعالى "فيه هدى" "ثم عفونا عنكم من بعد ذلك" "ثم توليتم من بعد ذلك" ثم قست قلوبكم من بعد ذلك" "بالبينات ثم اتخذتم" "قل إن هدى الله هو" "آيات الله هزوا" "النكاح حتى" فأما قوله تعالى "يحكم بينهم" فقد اختلف القراء فيه فذهب ذاهبون إلى أنه إدغام، وذهب آخرون إلى أنه إخفاء ومما جاء في سورة عمران فيه روم المكسور وهو حرف واحد، وهو قوله تعالى "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً" والمجرور تسعة أحرف "والحرث ذلك" "إلى يوم القيامة ثم" "من بعد ذلك" "ففي رحمة الله هم" "القيامة ثم" "الغرور لتبلون" "والنهار لآيات" "النار ربنا" "الأبرار ربنا" فأما قوله تعالى "قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات" ففي كتاب أبي عمرو عن مجاهد قال اليزيدي ويعلم ما رفع، وإذا أدغم لم يشم الميم المدغمة للضم وقال عباس يشم قلت ولعل عباساً إنما يشم ليعلم أنه ليس كقوله تعالى "ويعلم يجادلون في آياتنا" فيمن نصب كما رواه نعيم بن ميسرة، عن أبي عمرو ويعلم ما بالنصب على الصرف ومن لم يشم أجراه على الأصل والرفع هو الوجه، لأنه ليس جواباً