أكثره في الشعر وتبعه الفارسي فحمل "في مقعد صدق" على حذف المضاف، أي ذي صدق؛ وحمل "لسبأ في مسكنهم" على حذف المضاف وخفيت الخافية عليهم في قوله تعالى "لا يريد إليهم طرفهم" فأضاف المفرد، وليس هناك مضاف محذوف ومنه قوله تعالى "ويمدهم في طغيانهم" أي في عقوبة طغيانهم ومنه قوله تعالى "أو كصيب من السماء" أي كأصحاب صيب من السماء؛ دليله قوله يجعلون أصابعهم" ف يجعلون في موضع الجر وصف للأصحاب؛ من الصواعق أي من شدتها وأجلها؛ وقوله تعالى "فيه ظلمات" لأنه لا يخلو من أن يعود إلى "الصيب" أو إلى "السماء"؛ فلا يعود إلى "الصيب" لأن الصيب لا ظلمات فيه ويدل على هذا الحذف قوله تعالى "ورعد وبرق" فهما معطوفان على "الظلمات" ولا يجوز أن يكون الرعد والبرق مما ينزل؛ وأنهما في السماء، لاصطكاك بعض أجرامها ببعضها روى عن الحسن أن ذلك من ملك، فقد يجوز أن يكون الملك في السحاب، ويكون من هذا قراءة من قرأ سحاب ظلمات، بالإضافة، لاستقلال السحاب وارتفاعه في وقت كون هذه الظلمات وقدره مرة أخرى، أي سحاب وفيه الظلمات؛ فكذلك فيه ظلمات، أي في وقت نزوله ظلمات ومنه قوله تعالى "جعل لكم الأرض فراشاً" أي ذا فراش "والسماء بناء" أي ذا بناء، "يضل به كثيراً" أي بإنزاله "ويهدي به كثيراً أي بإنزاله "خلق لكم ما في الأرض"، أي لانتفاعكم، ثم "استوى إلى السماء" أي إلى خلق السماء وقوله تعالى "جنات تجري من تحتها الأنهار" أي من تحت أشجارها وقدره أبو علي من تحت مجالسها ومنه قوله تعالى "إني أعلم غيب السموات والأرض" أي ذا غيب السموات وقيل غيب، بمعنى غائب؛ لأن ذا غيب صاحب غيب، وهو يكون غائباً ومنه قوله تعالى "ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً" أي ذا ثمن، لأن الثمن لا يشتري، وإنما يشتري شئ ذو ثمن ومن ذلك قوله تعالى "واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً" أي عقاب يوم، لا بد من هذا الإضمار، لأنه مفعول اتقوا، فحذف وأقيم اليوم مقامه فاليوم مفعول به