والتقدير فيه؛ شرة نفسه المعنى والمتكلف شرة نفسه، فحذف المضاف إليه، كما حذف في الآية ومن ذلك قوله تعالى "لست منهم في شيء" أي من قتالهم في شئ، نسختها سورة التوبة عن الكلبي وقيل لست عن مخالطتهم في شيء نهى نبيه صلى الله عليه وآله عن مقاربتهم، وأمره بمساعدتهم عن قتادة قال أبو علي لست منهم، كقوله فإني لست منك، للمبارأة وحمل الجار في شئ على أنه حال من الضمير في منهم على الوجوه كلها ومن ذلك قوله تعالى "بشراكم اليوم جنات تجري" أي دخول جنات، فحذف المضاف وقال "جزاؤهم عند ربهم جنات عدن" أي دخول جنات، كما أن قوله "فجزاؤه جهنم" كذلك، لأن جهنم والجنة عين، فلا يكون حدثا ومن ذلك قوله تعالى "فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله" أي خلاف خروج رسول الله والخلاف والخلف واحد، وهو ظرف وقيل هو مصدر في موضع الحال، أي فرح المخلفون بمقعدهم مخالفين رسول الله، والمقعد المصدر لا غير لتعلق خلاف به، والمكان لا يتعلق به شئ وإن كان خلاف مصدراً فهو مضاف إلى المفعول به والمقعد، والمثوى في قوله تعالى "النار مثواكم" ومغار في قول حميد بن ثور
مغار ابن همام على حي خثعما
مصادر كلها، لما يتعلق به ما بعدها، فالمقعد القعود والمثوى الثواء والمغار الإغارة والملقى، في قول ذى الرمة
فظل بملقى واجف جرع المعا
أي فظل بالإلقاء والمجر، في قول النابغة
كأن مجر الراسيات ذيولها


الصفحة التالية
Icon