ومن ذلك قوله تعالى "وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً درجات منه ومغفرة ورحمة" انتصب أجرا لأن "فَضَّل" يدل على أجر ولا ينتصب بفضل، لاستيفائه المجاهدين أولاً، والثاني على القاعدين ودرجات أي أجر درجات، فحذف، وهو بدل أو يكون بدرجات، فهو ظرف ومغفرة، أي وجزاهم مغفرة، أو يكون وغفر مغفرة ومن ذلك قوله تعالى "وحرم عليكم صيد البر" أي اصطياد صيد البر، لأن الأسم غير محرم وإن حملت الصيد على المصدر، والتقدير صيد وحش البر، لأن البر لا يصاد، فالصيد هنا مثله في قوله "لا تقتلوا الصيد" على الوجه الأول ومن ذلك قوله تعالى "ورسلاً قد قصصناهم عليك" يحتمل أمرين أحدهما رسلاً قصصنا أخبارهم عليك ورسلاً لم نقصص عليك، أي لم نقص أخبارهم عليك وقد يكون على رسلا قصصنا أسماءهم عليك، ورسلا لم نقصص أسماءهم ففي كلا القولين يكون على تأويل حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ومن ذلك قوله عز وجل "وما من حسابك عليهم من شيء" ومن ذلك قوله تعالى "أو من كان ميتاً فأحييناه" والتقدير أو مثل من كان ميتا، ليطابق قوله كمن مثله فحذف المضاف وإن شئت كان التقدير كمن مثله فهو كقولهم أنا أكرم مثلك، أي أكرمك وقال عز وجل "كمن هو أعمى" ومن ذلك قوله تعالى "قد استكثرتم من الإنس"، أي من استمتاع الإنس، أي من استمتاعكم بالإنس، فحذف بعدما أضاف إلى المفعول مع الجار، والمجرور مضمر لقوله "اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ" ومن ذلك قوله تعالى "لا يزال بنيانهم الذي بنوا" أي هدم بنيانهم، أو حرق بنيانهم ومن ذلك قوله تعالى "ولا يقطعون وادياً إلا كتب لهم" أي كتب ثواب قطعه، فحذف المضاف، فصار كتب لهم قطعه؛ ثم حذف أيضاً القطع فارتفع الضمير ومن ذلك قوله تعالى "ويؤت كل ذى فضل فضله" أي جزاء فضله، لأن الفضل قد أوتيه ومن ذلك قوله تعالى "بدم كذب" أي ذي كذب؛ وقيل بدم مكذوب فيه ومن ذلك قوله تعالى "إنى أرانى أعصر خمراً" أي عنب خمر، فحذف ومن ذلك قوله


الصفحة التالية
Icon