وبابه، لأن هذا إنما يظهر مثله في صورةٍ، وإظهار نحو اقتتل مستحسن، وعن غير ضرورةٍ، وكذلك قوله أتحاجوننا في الله و أتمدونني بمال و فبم تبشرون وما أشبه ذلك، وكذلك يضربونني، وهم يضربانني، أجرى مجرى يضربان نعمان ويشتمون نافعا ووجه الشبه بينهما أن نون الإعراب هذه لا يلزم أن يكون بعدها نون الأتراك، تقول يضربان زيداً، ويكرمونك؛ ومن أدغم نحو هذا، واحتج بأن المثلين في كلمة واحدة، فقال يضرباني، وقل أتحاجونا، فإنه يدغم أيضا، نحو اقتتل فيقول قتل، ومنهم من يقول اقتتل، فيثبت همزة الوصل مع حركة الفاء لما كانت الحركة عارضة للنقل أو للالتقاء الساكنين، وهذا مبين في فصل الإدغام ومن ضد ذلك قولهم ها الله، أجرى مجرى دابة و شابة وكذلك قراءة من قرأ ولا تيمموا، ولا تفرقوا، واذكروا، ولا تعاونوا على الإثم، وقوله فتفرق بكم عن سبيله، في نيف وثلاثين موضعا، أدغم التاء الأولى في الثانية، وجعل ما ليس من الكلمة كأنهما واحد ومثله وإن أدرى أقريبٌ ما توعدون، هذا كما أنشدوه من قوله
من أي يومي من الموت أفر | أيوم لم يقدر ام يوم قدر |