ومن ذلك قوله وقل الحق من ربكم، و قل اللهم مالك الملك، وقم الليل، قل الله، وإنا أو إياكم يعتد بكسرة اللام والميم فلم يرد المحذوف، كما اعتد بها في قوله فقولا له قولا لينا، فقولا إنا رسول رب العالمين فرد المحذوف لما اعتد بفتح اللام ومن قرأ فقلا له قولاً لينا حمله على قوله وقل الحق من ربكم، فإن قلت إنهم قد اعتدوا بحركة التقاء الساكنين في قوله عليهم الذلة ومن دونهم امرأتين وإليهم اثنين فيمن قرأ بضم الهاء، إنما ضموا تبعا لضم الميم وهي لالتقاء الساكنين، وعلى ما قدمت تلك حركة لا اعتداد بها، فكيف أتبعها الهاء؟ قيل إن من ضم الهاء أراد الوفاق بين الحركتين وهم مما يطلبون المطابقة، فكأنهم اعتدوا لأجل هذا المعنى بحركة التقاء الساكنين فمن ذلك قوله تعالى وقد خلت القرون من قبلى و قد خلت النذر وقوله زنت الأمة، وبغت الأمة، فحذفوا الألف المنقلبة عن اللام، لسكونها وسكون تاء التأنيث، ولما حركت التاء لالتقاء الساكنين لم ترد الألف ولم تثبت، كما لم تثبت في حال سكون التاء، وكذلك لم يخف الرجل، ولم يقل القوم، ولم يبع ومن ذلك قولهم اضرب الاثنين، واكتب الاسم، فحركت اللام من افعل بالكسرة لالتقاء الساكنين، ثم لما حركت لام المعرفة من الاسم والاثنين لم تسكن اللام من افعل كما لم تسكنها في نحو اضرب القوم، لأن تحريك اللام لالتقاء الساكنين، فهي في تقدير السكون ومن ذلك قوله تعالى ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم، وقوله حتى يقولا إنما نحن فتنة، وقوله هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله، وقوله ألم تعلموا أن أباكم، فحذفوا النون في هذه المواضع، كما حذفوا الألف والواو والياء السواكن إذا كن لامات من حيث عودلن بالحركة، ولو كانت حركة النون معتدّاً بها لحذفت هي من دون الحرف، كما فعل ذلك بسائر الحروف المتحركة إذا لحقها الجزم، ويدل على ذلك أيضا اتفاقهم على أن المثلين إذا تحركا ولم يكونا للإلحاق، أو شاذا عن