وقد بدا هنك من المئزر
و لا يعرفنكم العرب
وكما أن حركة غير الإعراب نزلت منزلة حركة الإعراب في نحو رد، وفر، وعض، فأدغم كما أدغم يعض، ويفر، لما تعاقب حركات الإعراب على لامها، وهي حركة التقاء الساكنين وحركة الهمزة المخففة وحركة النونين، ونزلت هذه الحركات منزلة حركة الإعراب حتى أدغم فيها كما أدغم المعرب، وكذلك نزلت حركة الإعراب منزلة غير حركة الإعراب في أن استجيز فيها من التخفيف كما استجيز في غيرها، وليس تختل بذلك دلالة الإعراب، لأن الحكم في مواضعها معلوم، كما كان معلوما في المتصل والإسكان للوقف
الخامس والستون
ما جاء في التنزيل من بناء النسب
فمن ذلك قوله تعالى لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، أي لاذا عصمة، ليصح استثناء قوله من رحم منه ويحمل الفراء على لا معصوم ويحمله غيره على بابه، ويكون من رحم بمعنى راحم ومن ذلك قوله تعالى حجاباً مستوراً، أي حجابا ذا ستر، لأن الحجاب ستر لا يستر ومنه قوله في عيشةٍ راضية، إنه بمعنى مرضية، والوجه ما قلنا ومن ذلك خلق من ماءٍ دافق، أي ذي دفق والفراء يقول من ماء دفوق فهذا كله محمول على النسب قال الحطيئة
وغررتني وزعمت أن... ك لابنٌ في الصيف تامر
أي ذو لبن وذو تمر ومنه عندي خير الملك سكة مأبورة أو مهرة مأمورة أي ذات كثرة؛ لأن أمر القوم إذا كثروا، فهو مثل قوله حجاباً مستورا قال قال أبو عمرو إنما نعرف مأمورة على هذا الوجه، ولا نعرف أمرته أي كثرته وحكاه غيره، فإن صح فهو على بابه
السادس والستون
ما جاء في التنزيل أضمر فيه
المصدر لدلالة الفعل عليه


الصفحة التالية
Icon