فمن ذلك قوله تعالى تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وقال في سورة الأحزاب تظاهرون منهن أمهاتكم وقال وإن تظاهرا عليه والأصل تتظاهرون، و تتظاهرا، فلما اجتمعت تاآن حذفت إحداهما وكذلك قوله تعالى لعلكم تذكرون، فيمن خفف وقال قليلاً ما تذكرون، في جميع التنزيل وأصله تتذكرون، فحذفت إحدى التاءين، والمحذوفة الثانية، لأن التكرار بها وقع، وليس الأول بمحذوف، لأن الأول علامة المضارع، والعلامات لا تحذف ومن ذلك قراءة العامة دون قراءة ابن كثير ولا تيمموا الخبيث، إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، فتفرق بكم عن سبيله، فإذا هى تلقف ما يأفكون، ولا تولوا في الأعراف وطه والشعراء، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم في الأنفال، وقل هل تربصون في التوبة، لا تكلم، فإن تولوا فقد في هود، ما ننزل في الحجر، إذ تلقونه، فإن تولوا في النور، على من تنزل تنزل في الشعراء، ولا تبرجن، أن تبدل بهن في الأحزاب، لا تناصرون في الصافات، ولا تجسسوا، لتعارفوا، ولا تنابزوا في الحجرات، أن تولوهم، في الممتحنة تكاد تميز، لما تخيرون في القلم، عنه تلهى في عبس، ناراً تلظى في الليل، تنزل الملائكة في القدر؛ بتشديد الراء حذفت العامة إحدى التاءين من هذه الحروف، وأدغم الأولى في الثانية ابن أبي بزة، إجراءً للمنفصل مجرى المتصل، نحو اطيرنا واداركوا وترى في كتب النحو يقولون فلا تتناجوا بالإثم والعدوان، وذلك ليس بمروى في القراءة، إنما قاسوه على هذه الحروف وزاد بعضهم على ابن كثير فبأى آلاء ربك تتمارى، أي تتمارى وروى عن عاصم بما كنتم تعلمون الكتاب، أي تتعلمون، فحذف إحدى التاءين ومن الحذف الذي جاء في التنزيل قوله قال أتحاجونى في الله، وقوله فبم تبشرونى، وقوله أفغير الله تأمرونى منهم من يدغم النون الأولى في الثانية، ومنهم من يحذف، فمن حذف حذف النون الثانية التي يتصل بها ياء الضمير، ويبقى علامة الرفع ويكسرها


الصفحة التالية
Icon