قلوبهم انقادت لهم للاستخفاء من الله تعالى فأما تشديد النون فلأنه كان في الأصل يثنونن فأدغم، لأن إظهار ذلك شاذ وروى أيضا يثنئن بالهمزة، مثل يطمئن و صدورهم كذلك رفع وهو من باب وشاح وإشاح، ووسادةٍ وإسادة وقد قيل إن يثنئن يفعئل، من الثن المقدم، مثل يحمار، ويصفار فحركت الألف لالتقائهما بالكسر، فانقلبت همزة وروى إلا أنهم يثنون صدورهم، من أثنى يثنى، إذا وجده منطويا على العداوة، من باب، أحمدته، أي، وجدته محمودا ومن ذلك ام جاء في التنزيل من قوله في نحو قوله إياك نعبد وإياك نستعين وقوله وإياى فارهبون، وقوله وإياى فاتقون، وقوله ضل من تدعون إلا إياه، وقوله فإياى فاعبدون كل مفسر، على قول أبي إسحاق؛ لأن إياك عنده مظهر، وهو مضاف إلى الكاف، وعلى قول غيره هو مضمر، فإذا كان مضمرا لم يحكم بوزنه ولا اشتقاقه ولا تصرفه، فأما إذا كان مظهرا وسمى به على قول من قال هو مضمر، فيحتمل ثلاثة أضرب أحدهما أن يكون من لفظ آويت والآخر أن يكون من لفظ الآية والآخر أن يكون من تركيب أو و، وهو من قول الشاعر
فأو لذكراها إذا ما ذكرتها | ومن بعد أرضٍ دونها وسماء |