فأبدله من غدٍ والحرف لا يبدل من الاسم، فثبت أنه اسم، وإذا كان اسما كان اسما للوقت فينضاف إلى ما بعده، وإذا كان مضافا إلى ما بعده كان العامل فيه جوابه إذا كان فعلا، فإن لم يكن فعلا قدر تقدير الفعل، كقوله فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم، والتقدير فإذا نفخ في الصور تنافروا وتجادلوا وهكذا كل ما كان بهذه المنزلة فأما قوله أئذا كنا تراباً أئنا لفى خلق جديد وأخواتها، فقد قدمنا القول فيه وقال أبو إسحاق في قوله تعالى إذا مزقتم كل ممزق العامل في إذا قوله مزقتم، ويجريه مجرى أى في الجزاء، نحو أيا تضرب أضرب، ومتى تأتنا آتك، لأن إذا يجئ بمعنى متى
قال وفي التنزيل حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت أي متى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وهذا يقوي قول أبي زيد ومحمد إن الرجل إذا قال إذا لم أطلقك فأنت طالق، ثم سكت، طلقت في الحال؛ لأن إذا ها هنا ك متى، كأنه قال متى لم أطلقك فأنت طالق، وفي متى إذا سكت طلقت ووجدنا لهذا القول حجة في الكتاب، وهو غيلان بن حريث
إذا رأتني سقطت أبصارها
دأب بكارٍ شايحت بكارها
ألا ترى أنه لا يريد أن هذا يقع منها مرة واحدة في وقت مخصوص، لأن ذلك ينتقص حال المدح، وإنما يقول كلما رأتني سقطت أبصارها، ألا تراه يقول بعده
دأب بكار شايحت بكارها
و الدأب لا يستعمل إلا في التكرير دون الإفراد، قال