قال عثمان إذا و إذا في البيت ففيهما نظر، وذلك أن كل واحدة منهما محتاجة إلى ناصب هو جوابها على شرط إذا الزمانية، وكل واحدة منهما فجوابها محذوف يدل عليه ما قبلها، وشرح ذلك أن إذا الأولى جوابها محذوف، حتى كأنه قال إذا أنا لم أطعن وجب طرحى للرمح عن عاتقى أو ساعدي، على اختلاف الروايتين في عاتقى و ساعدى فدل قوله
علام تقول الرمح تثقل ساعدى
على ما أراده من وجوب طرح الرمح إذا لم يطعن به، كما قال
فما تصنع بالسيف... إذا لم تك قتالا
ونحو قولك أشكرك إذا أعطيتني، وأزورك إذا أكرمتني، أي إذا أعطيتني شكرتك، وإذا أكرمتني زرتك، وقولك أنت ظالم إن فعلت، أي إن فعلت ظلمت، ودل أنت ظالم على، ظلمت وهذا باب واضح، وما ناب عن جوابهما في موضع جواب إذا الثانية، أي نائب عنه ودال عليه، تلخيصه أنه كأنه قال إذا الخيل كرت وجب إلقائي الرمح مع تركى الطعن به ومثله أزورك إذا أكرمتني إذا لم يمنعني من ذاك مانع وأما قوله تعالى وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا، الفاء الأولى تكون جواب إذا لأن، إذا في اقتضائه الخبر بمنزلة إن، وقوله فادفعوا جواب إن ومثل ذلك قوله تعالى فإما يأتينكم منى هدًى فمن تبع هداى فلا خوفٌ عليهم، في أن الجزاء وشرطه جواب الشرط وقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض، جاز وقوع إذا ها هنا، لأن الذين، في موقع يصلح لوقوع الجزاء فيه، ألا ترى أن الفاء يدخل في جوابه وكأنه قال كالذين يقولون وقال في موضع آخر معنى إذا متى، كأنه متى ضربوا في الأرض، أي هذا دأبهم، كلما خرجوا ضاربين في الأرض قالوا هذا الكلام وقال في قوله إذا فشلتم بمعنى متى وجوابه ثم صرفكم، على زيادة ثم عند الأخفش، كما قال في قوله ثم تاب عليهم، والصحيح أن الجواب مضمر
السابع والسبعون
ما جاء في التنزيل من أحوال النون
عند الحروف ولها أربع أحوال