ولم يقع بعد، فإنه كقوله "هديا بالغ الكعبة" ويجوز أن يكون على إضمار قد على تقدير "وكنتم أمواتاً" أي قد كنتم
وقال أبو علي في قوله تعالى "ولقد خلقنا كم ثم صورناكم" على ما تقدم من حذف المضاف وعلى قولهم هزمناكم، أي هزمنا إياكم، كقوله "فلم تقتلون أنبياء الله" أي فلم قتلتم وأما قوله تعالى "ثم آتينا موسى الكتاب تماماً على الذي أحسن" بعد قوله "قل تعالوا" فالتقدير ثم قل آتينا موسى الكتاب وكذلك قوله "خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون" هو على ترتيب الخبر، أي أخبركم أولا بخلقه من تراب، ثم أخبركم بقوله كن وأما قوله "فلا اقتحم العقبة" وبعده "ثم كان من الذين آمنوا" فهو مثل الأول في ترتيب الخبر وأما قوله تعالى "وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه" أي اثبتوا على التوبة ودوموا عليه قال عثمان في بعض كلامه في قوله تعالى "وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم" الواو وإن كان لا يوجب الترتيب، فإن لتقديم المقدم حظاً وفضلاً على المؤخر ألا ترى كيف قال "أيديهم عنكم" فقدم المؤخر في موضع تعداد النعم، فكان أولى وقال أبو علي أيضاً في موضع آخر في قوله تعالى "ثم تاب عليهم" ثم، زائدة؛ وقد يجوز أن يكون جواب إذا محذوفاً، و "ثُمَّ تَابَ عَليَهِمْ" معطوف على جملة الكلام، أي حتى إذا ضاقت عليهم الأرض تنصلوا وتندموا، ثم تاب عليهم وإذا بعد حتى للجزاء، وهي بمعنى متى، أي متى ضاقت عليهم الأرض وأما قوله تعالى "ثم محلها إلى البيت العتيق" فإن ثم للعطف على تراخ، وقد عطفت في الآية النحر الذي هو بآخرة، أو الطواف الذي هو الخاتمة، على الانتفاع بما يقام في المناسك في الدين، أو بمنافع البدن والهدايا في الدنيا، على القولين، وكذلك إلى التي هي غاية الفرائض، إما لنحر الهدايا، وإما للطواف الذي هو غاية إقامة جمع الواجبات وقيل معناه إن أجرها على رب البيت العتيق وأما قوله تعالى "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" فقد قيل هذا على الإخبار أيضاً، أي ثم


الصفحة التالية
Icon