ومعنى كله نتناً وذفراً وقد سمي الفعل به فبني وهذا في البناء على الفتح، كقولهم سرعان ذا إهالة، لما صار اسماً ل يسرع، وكذلك أف، لما كان اسماً لما يكره أو يضجر منه، ونحو ذلك فمن نون نكرة، ومن لم ينون كان عنده معرفة؛ مثل صَهْ، وصَهٍ، ومَهْ، ومَهٍ، إلا أن أف في الخبر، وصه في الأمر فإن قلت ما موضع أف في هذه الآى بعد القول، هل يكون موضعه نصباً كما ينتصب المفرد بعده، أو كما تكون الجمل؟ وكذلك لو قلت أف وإذا لم يكن مع أف لك، كان ضعيفاً، ألا ترى أنك لو قلت ويل لم يستقم حتى توصل به لك فيكون في موضع الجر ومن الأسماء التي سميت بها الأفعال قوله تعالى "هاؤم اقرءوا كتابيه" وفيها لغات إحداها هاك، للرجل، وهاك، للمرأة والكاف للخطاب يدل على ذلك أن معنى هاك زيدا، أي خذ زيداً فزيداً، هو منصوب بهذا الفعل، ولا يتعدى إلى مفعولين ويدلك على أن الكاف في هاكَ وهاكِ حرف لا اسم إيقاعهمم موقعها ما لا يكون اسما على وجه؛ وذلك قولك هاؤم وعلى هذا قوله تعالى "هاؤم اقرءوا كتابيه" وعلى هذا قالوا للاثنين هاؤما، وللنساء هاؤن؛ كما يقال هاك، وهاكما، وهاكم، وهاكن وفيها لغة ثالثة، وهي أن تترك الهمزة مفتوحة على كل حال وتلحقها كافاً مفتوحة للمذكر، ومكسورة للمؤنث، فتقول هاءك، وهاءكما، وهاءكم، وهاءك، وهاءكما، وهاءكن وفيها لغة رابعة وهي قولك للرجل هأ، بوزن هع وللمرأة هانى، بوزن هاعى، وللاثنين هاءا، بوزن هاعا، وللمذكرين هاءوا، بوزن هاعوا وللنساء هأن، بوزن هعن فهذه اللغة تتصرف تصرف خف وخافي وخافا وخافوا وخفن، وهي لغة، مع ما ذكرناه، قليلة فأما قول علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه
أفاطم هانى السيف غير ذميم | فلست برعديد ولا بلئيم |
لعمري لقد قاتلت في جنب أحمد | وطاعة رب بالعباد رحيم |
وسيفي بكفي كالشهاب أهزه | أجذ به من حالق وصميم |
وما زلت حتى فض ربي جموعهم | وأشفيت منهم صدر كل حطيم |