فمن ذلك قوله تعالى "مالك يوم الدين" الإضافة فيه إضافة غير تحقيقيه، وهو في تقدير الانفصال، والتقدير مالك أحكام يوم الدين؛ وإذا كان كذلك لم يكن صفة لما قبله، ولكن يكون بدلا فإن قلت إنه أريد به الماضي فأضيف؛ فجاز أن يكون وصفاً لما قبله، والمعنى معنى المستقبل، كما قال "ونادى أصحاب الجنة" فالوجه الأول أحسن؛ لأنه ليس في لفظه ما يدل على الماضي، والشئ إنما يحمل في المعنى على ما يخالف في اللفظ، نحو نادى، يقال لفظه لفظ الماضي والمعنى معنى المستقبل، وهذا التقدير لا يصح في "مالك يوم الدين" إذ لا يقال لفظه لفظ الماضي ومعناه المستقبل