فأما قوله تعالى "فلما أسلما وتله للجبين" فإن الجواب محذوف أيضاً وقيل بل الواو مقحمة وعلى هذا الخلاف قوله تعالى "إذا السماء انشقت" قيل جوابه محذوف، أي قامت القيامة وقيل بل الواو في وأذنت مقحمة، والجواب أذنت وقيل بل الجواب قوله "فأما من أوتي كتابه" وقيل بل الفاء مضمرة، أي ف "يا أيها الإنسان إنك كادح" ونظير هذا قوله تعالى "حتى إذا فتحت ياجوج ومأجوج" إلى قوله "واقترب الوعد الحق" ومثله "ولنحمل" أي اتبعوا سبيلنا ولنحمل ومثله "فلما ذهبوا به وأجمعوا" إلى قوله "وأوحينا" الواو مقحمة وقيل بل الجواب مضمر فأما قوله تعالى "إذا وقعت الواقعة"، فقيل الجواب "ليس لوقعتها كاذبة" أي إذا وقعت الواقعة لم يكن التكذيب بها وقيل بل الجواب قوله "خافضة رافعة" أي فهي خافضة رافعة قال أبو علي وإذا جاز "فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم" على تقدير فيقال لهم أكفرتم بعد إيمانكم؟ فحذف الفاء مع القول، وحذف الفاء وحده أجوز وقيل جوابه "إذا رجت الأرض" أي وقت وقوع القيامة وقت رج الأرض وقيل بل العامل فيه اذكر ومن حذف الجملة قوله تعالى "إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وتقديره وأنتم محدثون فاغسلوا وقدره قوم إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا من أجلها وكلاهما تحتمله العربية ومن حذف الجملة ما وقع في سورة الأعراف وفي سورة هود من قوله "وإلى عاد أخاهم هوداً" "وإلى ثمود أخاهم صالحاً" "وإلى مدين أخاهم شعيباً" والتقدير في ذا كله وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا؛ وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً، وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيباً هذا على قول من قال إن العامل مع الواو في تقدير الثبات، وله العمل دون الواو ومن قال بل العامل هو الواو نفسه، لم يكن معطوفاً على ما تقدم من قوله "ولقد أرسلنا نوحاً" وذلك كقوله تعالى "فكيف إذا جمعناهم" "فكيف إذا أصابتهم مصيبة" "كيف وإن يظهروا عليكم" والتقدير فكيف يكون حالهم إذا جمعناهم يدل على صحته قوله تعالى "كيف


الصفحة التالية
Icon