على المعطوف على يعلمون من أنه خطأ، لأن قوله منهما دليل ها هنا على التعلم من الملكين خاصة، فهو ساقط غير لازم من جهتين إحداهما، أن التعلم إن كان من الملكين خاصة لا يمنع أن يكون قوله فيتعلمون عطفاً على كفروا وعلى يتعلمون، وإن كان متعلقاً ب منهما فكأن الضمير في منهما راجع إلى الملكين فإن قلت كيف يجوز هذا؟ وهل يسوغ أن يقدر هذا التقدير ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر فيتعلمون منهما فتضمر الملكين قبل ذكرهما؟ قيل له أما المضمر فعلى ما ذكرته صحيح فأما الإضمار قبل الذكر فساقط هنا، ليس يلزم على تقديره في قول سيبويه إضمار قبل الذكر ألا ترى أن منهما إذا كان ضميراً عائداً إلى الملكين، فإن إضمارهما بعد تقدم ذكرهما، وذلك شائع ونظيره قوله "وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" فإن قال إن المعطوف على قول سيبويه بعيد من المعطوف عليه، وعلى قول غيره قريب، ومهما احتملت الآية من غير تأويل كان أولى قيل له إن بعد المعطوف عن المعطوف عليه وتراخيه عنه لا يمنع من عطفه عليه وإتباعه إياه


الصفحة التالية
Icon