ولخصائص باقي كلمات القسم نحولك إلى الفصل السابع لكي تستنبطها مما ذكرنا من معانيها. فإن موضوع الكلام هاهنا أن القسم لما كان أحياناً مذموماً، ذمه القرآن حسب موضعه، ودل عليه بكلمة خاصة، وهذا من تمام التشريع وكمال التبيين كما قال تعالى :(ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين).
(٢٢)
خاتمة الكتاب
كل ما ذكرت في الفصول السابقة ليس إلا ما يتعلق بمسألة القسم من جهة كلية، وأما تأويل آيات القسم على تفاصيلها فمذكور في مواضعها من التفسير غير أني في طي الفصول وغضون الأمثلة دللت على ملاك أمرها وسمت نهجها.
ثم لم يهمني في هذا الكتاب إلا طرف خاص من بحث القسم. وهو الذي اشتبه على المعترض. ومع ذلك ربما قادتني علائق الكلام إلى أمور تقتضي بسطاً وتفصيلاً، فجلت جولة إلى فسحة من القول، حتى إذا سطع الحق، وانجابت الشبهة، أقصرت عن استقصاء البحث لكيلا أخرج عن الموضوع. فصار الكتاب جامعاً بين خطتين : الإيجاز والإطناب، وواقعاً بين نقطتين : الإجمال والتفصيل.
ويوشك الناظر المستعجل يتهمني مرة بالحصر، وأخرى بالهذر، فليعلم أنه قد اضطرني إلى هذا الوضع شكل المسألة وصورتها الخاصة. ومع ذلك ما أبرئ نفسي عن الزلة والعثرة، وفي ذلك تمام المعذرة. وأسأل الله العفو والمغفرة، فإنه أرحم الراحمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
***
* انتهى الكتاب بحمد الله، وعذراً على السهو والخطأ. والرجوع إلى الكتاب المطبوع أولى وإنما الطباعة لمن لم يتيسر له الحصول عليه للمشاركة. عبدالرحمن الشهري – ملتقى أهل التفسير