ثم انتهى الأمر إلى الأئمة المصنِّفين، فصنَّفوا مئات -بل ألوف- الكتب في تفسير كتاب الله تعالى بمختلف الفنون، فأهل اللغة صنَّفوا كتبًا في تفسير القرآن من النواحي اللغوية؛ في الإعراب، والبلاغة، والبيان، والبديع، وغيرها(١)...
وأهل الفقه صنَّفوا كتبًا في معاني آيات الأحكام، وتفسيرها، ودلالاتها، واختلاف العلماء فيها(٢).
وأهل الحديث صنَّفوا كتبًا في جمع الروايات التي وردت في تفسير معاني كتاب الله تعالى(٣).
وهكذا أهل كل فن صنَّفوا كتبًا في التفسير، تتناول القرآن من الزاوية التي يحسنونها ويتحدثون فيها، وهذه الكتب لاشك فيها الغث والسمين، والقوي والضعيف، والجيد والرديء؛ بل إن بعض الذين فسَّروا القرآن الكريم، فسروه ليوافق ما لديهم من الأغراض، سواء أكانت حقًّا أم باطلاً.

(١) ٢٤)... ومن ذلك: البحر المحيط لأبي حيان، والكشاف للزمخشري، والبسيط للواحدي.
(٢) ٢٥)... ومن ذلك: أحكام القرآن للجصاص، وأحكام القرآن لابن العربي، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
(٣) ٢٦)... ومن ذلك: جامع البيان للطبري، والكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعالبي، ومعالم التنزيل للبغوي، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير.


الصفحة التالية
Icon