الذي يسأل، ((والمعتر)): الذي يتعرض ولا يسأل، فيكون ((القانع)) من قنع يقنع قنوعاً إذا سأل. وقرأ الحسن :((والمعتري)) وهو مثل المعتر، يقال: عره واعتره وعراه واعتراه إذا أتاه يطلب معروفه، إما سؤالاً أو تعرضاً. وقال ابن زيد :((القانع)): المسكين، ((والمعتر)): الذي ليس بمسكين، ولا يكون له ذبيحة يجيء إلى القوم فيتعرض لهم لأجل لحمهم. " كذلك " أي: مثل ما وصفنا من نحرها قياماً، " سخرناها لكم "، نعمة منا لتتمكنوا من نحرها، " لعلكم تشكرون "، لكي تشكروا إنعام الله عليكم.
٣٧. " لن ينال الله لحومها ولا دماؤها "، وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروا البدن لطخوا الكعبة بدمائها قربة إلى الله، فأنزل الله هذه الآية: " لن ينال الله لحومها ولا دماؤها " قرأ يعقوب ((تنال وتناله)) بالتاء فيهما، وقرأ العامة بالياء. قال مقاتل : لن يرفع إلى الله لحومهما ولا دماؤها، " ولكن يناله التقوى منكم "، ولكن ترفع إليه منكم الأعمال الصالحة والتقوى، والإخلاص ما أريد به وجه الله، " كذلك سخرها لكم "، يعني: البدن، " لتكبروا الله على ما هداكم "، أرشدكم لمعالم دينه ومناسك حجه، وهو أن يقول: الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أبلانا وأولادنا، " وبشر المحسنين "، قال ابن عباس: الموحدين.
===================================
قال تعالى :(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )(الكوثر: ٢)
تفسير البغوي:
فصل لربك وانحر"، قال محمد بن كعب: إن أناساً كانوا يصلون لغير الله وينحرون لغير الله، فأمر الله نبيه ﷺ أن يصلي وينحر لله عز وجل. وقال عكرمة وعطاء وقتادة: فصل لربك صلاة العيد ويوم النحر، وانحر نسكك. وقال سعيد بن جبير، ومجاهد: فصل الصلوات المفروضة بجمع، وانحر البدن بمنىً. وروي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: "فصل لربك وانحر" قال: وضع اليمين على الشمال في الصلاة عند النحر.
تم بحمد الله


Icon