وكذا روى عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعمرو بن شعيب ومقاتل بن حيان. وذكر حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: مكة من الفج إلى التنعيم، وبكة من البيت إلى البطحاء، وقال شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم: بكة البيت والمسجد، وكذا قال الزهري. وقال عكرمة، في رواية، وميمون بن مهران: البيت وما حوله بكة، وما وراء ذلك مكة. وقال أبو صالح وإبراهيم النخعي وعطية العوفي ومقاتل بن حيان: بكة موضع البيت وما سوى ذلك مكة،
وقد ذكروا لمكة أسماء كثيرة: مكة، وبكة، والبيت العتيق، والبيت الحرام، والبلد الأمين، والمأمون، وأم رحم، وأم القرى، وصلاح، والعرش على وزن بدر، والقادس لأنها تطهر من الذنوب، والمقدسة، والناسة بالنون، وبالباء أيضاً والحاطمة، والنسّاسة، والرأس، وكوثاء والبلدة، والبنية، والكعبة.
قال تعالى :( وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ) (الأنعام: ٩٢)
﴿ أم القرى ﴾: مكة المكرمة.
تفسير السعدي:
" وهذا "
القرآن
" كتاب أنزلناه إليك مبارك "
أي : وصفه البركة. وذلك لكثرة خيراته، وسعة مبراته.
" مصدق الذي بين يديه "
أي : موافق للكتب السابقة، وشاهد لها بالصدق.
" ولتنذر أم القرى ومن حولها "
أي : وأنزلناه أيضا، لتنذر أم القرى، وهي : مكة المكرمة، ومن حولها، من ديار العرب، بل ومن سائر البلدان. فتحذر الناس عقوبة الله، وأخذه الأمم، وتحذرهم مما يوجب ذلك.
" والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به "
لأن الخوف إذا كان في القلب، عمرت أركانه، وانقاد لمراضي الله.
" وهم على صلاتهم يحافظون "
أي : يداومون عليها، ويحفظون أركانها وحدودها، وشروطها وآدابها، ومكملاتها. جعلنا الله منهم.