وقوله تعالى: ﴿ هدياً بالغ الكعبة أو مخالفته وقوله تعالى: { عفا الله عما سلف ﴾ وقوله تعالى: ﴿ ليذوق وبال أمره ﴾ أي ثقل جزاء فإنه تعالى يقول ﴿ ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام ﴾ ومعناه أنه يعاقبه على معصيته ولا يحول دون مراده تعالى حائل ألا فاتقوه واحذروا الصيد وأنتم حرم، هذا ما دلت عليه الآية الثانية أما الثالثة (٩٦) فقد أخبر تعالى بعد أن حرم على المؤمنين الصيد وهم حرم وواجب الجزاء على من صاد.
أخبر أنه امتناناً منه عليهم أحل لهم صيد البحر أي ما يصيدونه من البحر وهم حرم كما أحل لهم طعامه وهو ما يقذفه البحر من حيوانات ميتة على ساحله ﴿ متاعاً لكم وللسيارة ﴾ وهم المسافرون يتزودون به في سفرهم ويحرم عليهم صيد البر ما داموا حرماً، وأمرهم بتقواه أي بالخوف من عقوبته فيلزموا طاعته بفعل ما أوجب وترك ما حرم، وذكرهم بحشرهم جميعاً إليه يوم القيامة للحساب والجزاب فقال: ﴿ واتقو الله الذي إليه تحشرون ﴾.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- اتبلاء الله تعالى لأصحاب رسول الله ﷺ بالحديبية بكثرة الصيد بين أيديهم. وحرم عليهم صيده فامتثلوا أمر الله تعالى ولم يصيدوا فكانوا خيراً من بني إسرائيل وأفضل منهم على عهد انبيائهم.
٢- تحريم الصيد على المحرم إلا صيد البحر فإنه مباح له.
٣- بيان جزاء من صاد وهو محرم وانه جزاء مثل ما قتل من النعم.
٤- وجوب التحكيم فيما صاده المحرم، ولا يصح أن يكفر الصائد بنفسه.
٥- صيد الحرم حرام على الحرام من الناس والحلال.
=============================================
قال تعالى :(جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(المائدة : ٩٧)
أيسر التفاسير:


الصفحة التالية
Icon