وقوله: أفَبالباطِلِ يُؤْمِنُونَ يقول: أفبالشرك بالله يقرّون بألوهية الأوثان بأن يصدّقوا وبنعمة الله التي خصهم بها من أن جعل بلدهم حرما آمنا يكفرون يعني بقوله «يكفرون»: يجحدون. كما روي عن قَتادة قوله أفَبالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ: أي بالشرك وَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَكْفُرُونَ: أي يجحدون.
=================================
قال تعالى :( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير)ِ (الشورى: ٧)
تفسير الطبري:
يقول تعالى ذكره: وهكذا أوْحَيْنا إلَيْكَ يا محمد قُرْآنا عَرَبِيّا بلسان العرب، لأن الذين أرسلتك إليهم قوم عرب، فأوحينا إليك هذا القرآن بألسنتهم، ليفهموا ما فيه من حجج الله وذكره، لأنا لا نرسل رسولاً إلا بلسان قومه، ليبين لهم لِتُنْذِرَ أُمّ القُرَى وهي مكة وَمَنْ حَوْلَهَا يقول: ومن حول أمّ القرى من سائر الناس. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
عن السديّ، في قوله: لِتُنْذِرَ أُمّ القُرَى قال: مكة.
وقوله: وَتُنْذِرَ يَوْمَ الجَمْعِ يقول عزّ وجلّ: وتنذر عقاب الله في يوم الجمع عباده لموقف الحساب والعرض. وقيل: وتنذر يوم الجمع، والمعنى: وتنذرهم يوم الجمع، كما قيل: يخوّف أولياءه، والمعنى: يخوّفكم أولياءه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
عن السديّ وَتُنْذِرَ يَوْمَ الجَمْعِ قال: يوم القِيامَةِ.
وقوله: لا رَيْبَ فِيهِ يقول: لا شكّ فيه.


الصفحة التالية
Icon