كان عام قابل فحجوا واهدوا فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم. " واتقوا الله " في أداء الأوامر " واعلموا أن الله شديد العقاب " على ارتكاب المناهي.
==============================
قال تعالى :( فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ (البقرة: ٢٠٠)
تفسير البغوي:
" فإذا قضيتم مناسككم " أي فرغتم من حجكم وذبحتم نسائككم، أي ذبائحكم، يقال: نسك الرجل ينسك نسكا إذا ذبح نسيكته، وذلك بعد رمي جمرة العقبة والاستقرار بمنى. " فاذكروا الله " بالتكبير والتحميد والثناء عليه " كذكركم آباءكم " وذلك أن العرب كانت إذا فرغت من الحج وقفت عند البيت فذكرت مفاخر آبائها، فأمرهم الله تعالى بذكره وقال: فاذكروني فأنا الذي فعلت ذلك بكم وبآبائكم وأحسنت إليكم وإليهم. قال ابن عباس و عطاء : معناه فاذكروا الله كذكر الصبيان الصغار الآباء، وذلك أن الصبي أول ما يتكلم يلهج بذكر أبيه ل بذكر غيره فيقول الله فاذكروا الله لا غير كذكر الصبي أباه أو اشد، وسئل ابن عباس عن قوله " فاذكروا الله كذكركم آباءكم " فقيل قد يأتي على الرجل اليوم ولا يذكر فيه أباه، قال ابن عباس: ليس كذلك ولكن أن تغضب لله إذا عصي أشد من غضبك لوالديك إذا شتما، وقوله تعالى " أو أشد ذكراً " يعني: وأشد ذكراً، وبل أشد، أي وأكثر ذكراً " فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا " أراد به المشركين كانوا لا يسألون الله تعالى في الحج إلا الدنيا يقولون اللهم أعطنا غنماً وإبلاً وبقراً وعبيداً، وكان الرجل يقوم فيقول يارب: لإن أبي كان عظيم القبة كبير الجفنة كثير المال فأعطني مثل ما أعطيته، قال قتادة هذا عبد نيته الدنيا لها أنفق ولها عمل ونصب " وما له في الآخرة من خلاق " من حظ ونصيب


الصفحة التالية
Icon