كما أن من سلامة الصدر، قال-عليه الصلاة والسلام-:"ثلاث لا يَغُلّ عليهنّ قلب مسلم-وذكر منهنّ-لزوم جماعة المسلمين والنصح لهم" ونحن في بلاد-ولله الحمد-آمنة مستقرّة مطمئنة مباركة...... وليكن في قلبك الحبّ للحكّام والعلماء والدعاة والأمراء والجيران والأهل والوالدين، كما كان نبيّنا في حياته مع أصحابه... فبما رحمة من الله لِنْتَ لهم ولو كنت والكمال عزيز.(فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك
كما أنه ينبغي عليك أن تسعى أيّها الأخ المبارك: في تزكية نفسك.. اجعل لنفسك حظّاً من الليل تقوم فيه بين يدَي ربّك جلّ وعلا، تتلو القرآن وتسمعه وتقرأه، وتسجد لله، وتتوسّل إلى الله بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى، ليكُنْ بينك وبين الله أعمال في السرائر لا يعلم عنها أحد كائناً مَن كان، تجعلها ذُخْراً لك بين يدَي ربّ العالمين جلّ جلاله، ويتأكّد هذا الأمر على الشباب أكثر من غيرِهم، ولا تنشغل عن العلم بأي شيء آخر، اسهرْ ليلَك في تدوين المسائل، وقراءة القرآن، وحفظ المتون، ولا تشغلها بزيد أفضل وزيد أقلّ، وفلان أحبّه وفلان أبغضه، اشغل نفسك بطاعة الله، أَكْثِر مِن الاستغفار، قال الله فأعظم ما يجلبُ الرحمة: كثرة استغفار(لولا تستغفرون الله لعلّكم تُرحَمون(تعالى: الله، ومن الرحمة أن تُوَفَّق لطلب العلم، والبلوغ فيه، ونفع الناس بعد ذلك، كذلك كُن حريصاً على بِرّ والدَيْك، فلا يُنَالُ خيراً من عند الله بأعظم بعد الصلاة والشهادتين بأعظم من برّ الوالدين، ولن يُدرك عاقّ من الله جلّ وعلا خير؛لأنه فِطرَة.. مَن وصّاك الله به، فجعلته وراء ظهرك لن يمكن أن يعطيك الله خيراً إمّا يبلُغنّ عندك الكِبرَ(وقال:(وبالوالدين إحساناً(أمامك، والله جلّ وعلا يقول: وإنّ برّك بأمّك أو برّك(أحدهما أو كلاهما فلا تقلّ لهما أُفٍ ولا تنهرهما.... بأبيك خير لك من ألف محاضرة تحضرها؛لأن ذلك أمر أَوْجَبَه الله، المهمّ أن تحتَسِبَ الصنيع عند الله جلّ وعلا.