اللَّهُ}، أي: كافيك، وكافي من اتبعك من المؤمنين، وأجاز ابن القيم والقرطبي في قوله: ﴿وَمَنِ اتَّبَعَكَ﴾، أن يكون منصوبا معطوفا على المحل؛ لأن الكاف مخفوض في محل نصب ونظيره قول الشاعر: [الطويل]
| إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا | فحسبك والضحاك سيف مهند |
وقال بعض العلماء: إن المراد بقوله: ﴿وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ﴾ [٤/١٢٧]، آيات المواريث؛ لأنهم كانوا لا يورثون النساء فاستفتوا رسول الله ﷺ في ذلك، فأنزل الله آيات المواريث.
وعلى هذا القول، فالمبين لقوله: ﴿وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ﴾، هو قوله: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ﴾ الآيتين [٤/١١]. وقوله في آخر السورة: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ﴾ [٤/١٧٦]، والظاهر أن قول أم المؤمنين أصح وأظهر.
تنبيه:
المصدر المنسبك من "أن" وصلتها في قوله: ﴿وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾، أصله مجرور بحرف محذوف، وقد قدمنا الخلاف هل هو "عن"، وهو الأظهر، أو هو "في" وبعد حذف حرف الجر المذكور فالمصدر في محل نصب على التحقيق، وبه قال الكسائي والخليل: وهو الأقيس لضعف الجار عن العمل محذوفا.
وقال الأخفش: هو في محل جر بالحرف المحذوف بدليل قول الشاعر: [الطويل]
| وما زرت ليلى أن تكون حبيبة | إلي ولا دين بها أنا طالبه |