الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} [٢٢/٧٢]، وقوله: ﴿قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا﴾ [٢/٩٣]؛ لأن السمع الذي لا ينافي العصيان هو السمع بالآذان دون السمع بمعنى الإجابة.
قوله تعالى: ﴿يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ﴾، معنى الآية: أن أحد المذكورين يتمنى أن يعيش ألف سنة وطول عمره لا يزحزحه، أي: لا يبعده عن العذاب فالمصدر المنسبك من أن وصلتها في قوله: ﴿أَنْ يُعَمَّرَ﴾ فاعل اسم الفاعل الذي هو مزحزحه على أصح الأعاريب وفي لو، من قوله: ﴿لَوْ يُعَمَّرُ﴾، وجهان:
الأول: وهو قول الجمهور أنها حرف مصدري، وهي وصلتها في تأويل مفعول به ليود، والمعنى: ﴿يَوَدُّ أَحَدُهُمْ﴾ أي: يتمنى تعمير ألف سنة، ولو: قد تكون حرفا مصدريا لقول قتيلة بنت الحارث:
ما كان ضرك لو مننت وربما | من الفتى وهو المغيظ المحنق |
وقال بعض العلماء: إن ﴿لَوْ﴾ هنا هي الشرطية والجواب محذوف وتقديره: لو يعمر ألف سنة، لكان ذلك أحب شيء إليه، وحذف جواب ﴿لَوْ﴾ مع دلالة المقام عليه واقع في القرآن، وفي كلام العرب فمنه في القرآن. قوله تعالى: ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾ [١٠٢/٥]، أي: لو تعلمون علم اليقين لما ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ [١٠٢/١]. وقوله: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِِ الْجِبَالُ﴾ [١٣/٣١]، أي: لكان هذا القرآن أو لكفرتم بالرحمن. ومنه في كلام العرب قول الشاعر: [الطويل]
فأقسم لو شيء أتانا رسوله | سواك ولكن لم نجد لك مدفعا |