وبنت لها، في يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب فقال: "أتؤدين زكاة هذا؟" قالت: لا، قال: "أيسرك أن يسوِّرك الله عز وجل بهما يوم القيامة سوارين من نار؟!" قال: فخلعتهما، فألقتهما إلى رسول الله ﷺ فقالت: هما لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم".
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت حسيناً قال: حدثني عمرو بن شعيب قال: جاءت امرأة، ومعها بنت لها، وفي يد ابنتها مسكتان، نحوه مرسل. قال أبو عبد الرحمن: خالد أثبت من المعتمر. اهـ.
وهذا الحديث الذي أخرجه أبو داود والنسائي من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب: أقل درجاته الحسن، وبه تعلم أن قول الترمذي رحمه الله: لا يصح في الباب شيء، غير صحيح؛ لأنه لم يعلم برواية حسين المعلم له عن عمرو بن شعيب، بل جزم بأنه لم يرو عن عمرو بن شعيب إلا من طريق ابن لهيعة، والمثنى بن الصباح، وقد تابعهما حجاج بن أرطاة والجميع ضعاف.
ومنها ما رواه أبو داود أيضاً، حدثنا محمد بن عيسى، ثنا عتاب يعني ابن بشير، عن ثابت بن عجلان، عن عطاء، عن أم سلمة قالت: كنت ألبس أوضاحاً من ذهب فقلت: يا رسول الله أكنز هو؟ فقال: "ما بلغ أن تؤدي زكاته، فزكي فليس بكنز"، وأخرج نحوه الحاكم، والدارقطني، والبيهقي. اهـ.
ومنها ما رواه أبو داود أيضاً، حدثنا محمد بن إدريس الرازي، ثنا عمرو بن الربيع بن طارق، ثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر: أن محمد بن عمرو بن عطاء أخبره، عن عبد الله بن شداد بن الهاد أنه قال: دخلنا على عائشة زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: "دخل عليَّ رسول الله ﷺ فرأى في يديَّ فتخات من ورق، فقال: "ما هذا يا عائشة؟!" فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله، قال: "أتؤدِّين زكاتهن؟" قلت: لا، أو ما شاء الله، قال: " هو حسبك من النار".
حدثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سفيان عن عمر بن يعلى، فذكر الحديث نحو حديث الخاتم، قيل لسفيان: كيف تزكيه؟ قال: تضمه إلى غيره. اهـ.
وحديث عائشة هذا أخرج نحوه أيضاً الحاكم، والدارقطني، والبيهقي. اهـ.
وأخرج الدارقطني، عن عائشة من طريق عمرو بن شعيب، عن عروة عنها، قالت: لا بأس بلبس الحلي إذا أعطي زكاته. اهـ.


الصفحة التالية
Icon