وزنه "فعنل" فالنون المضعفة زائدة، وأصل المادة: الجيم والهاء والميم؛ من تجهم إذا عبس وجهه؛ لأنها تلقاهم بوجه متجهم عابس، وتتجهم وجوههم وتعبس فيها لما يلاقون من ألم العذاب.
ومنه قوله مسلم بن الوليد الأنصاري: "الطويل"
شكوت إليها حبها فتبسمت | ولم أر شمساً قبلها تتبسم |
فقلت لها جودي فأبدت تجهما | لتقتلني يا حسنها إذ تجهم |
ولا تجهمينا أم عمرو فإنما | بنا داء ظبي لم تخنه عوامله |
قوله تعالى: ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً﴾، إلى قوله: ﴿الْخَالِفِينَ﴾، عاقب الله في هذه الآية الكريمة: المتخلفين عن غزوة تبوك بأنهم لا يؤذن لهم في الخروج مع نبيه، ولا القتال معه ﷺ لأن شؤم المخالفة يؤدي إلى فوات الخير الكثير.
وقد جاء مثل هذا في آيات أخر، كقوله: ﴿سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ﴾ [٤٨/١٥]، إلى قوله: ﴿كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ﴾، وقوله: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ الآية [٦/١١٠]، إلى غير ذلك من الآيات؛ والخالف هو الذي يتخلف عن الرجال في الغزو فيبقى مع النساء والصبيان، ومنه قول الشنفرى: "الطويل"
ولا خالف داريه متربب | يروح ويغدو داهنا يتكحل |
وبين في موضع آخر أن هذا ليس من صفات المؤمنين، وأنه من صفات الشاكين