"السجدة": ﴿الم﴾ [٣٢/١]، ثم قال: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [٣٢/٢]. وقال في "يس": ﴿يس﴾ [٣٦/١]، ثم قال: ﴿وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ الآية [٣٦/٢]، وقال في ص: ﴿ص﴾ [٣٨/١]، ثم قال: ﴿وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْر﴾ الآية [٣٨/١]، وقال في "سورة المؤمن": ﴿حم﴾ [٤٠/١]، ثم قال: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ الآية [٤٠/٢]. وقال في "فصلت": ﴿حم﴾ [٤١/١]، ثم قال: ﴿تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ الآية[٤١/٢، ٣]، وقال في " الشورى": ﴿حم عسق﴾ [٤٢/١، ٢]، ثم قال: ﴿كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ الآية [٤٢/٣]، وقال في "الزخرف": ﴿حم﴾ [٤٣/١]، ثم قال: ﴿وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً﴾ الآية [٤٣/٢، ٣]. وقال في "الدخان": ﴿حم﴾ [٤٤/١]، ثم قال ﴿وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ الآية" ٤٤/٢، ٣]. وقال في "لجاثية": ﴿حم﴾ [٤٥/١]، ثم قال: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [٤٥/٢، ٣]، وقال في "الأحقاف": ﴿حم﴾ [٤٦/١]، ثم قال: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ الاية[٤٦/٢، ٣]. وقال في "سورة ق": ﴿ق﴾ [٥٠/١]، ثم قال: ﴿وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ الآية[٥٠/١].
وقد قدمنا كلام الأصوليين في الاحتجاج بالاستقراء بما أغنى عن إعادته هنا.
وإنما أخرنا الكلام على الحروف المقطعة مع أنه مرت سور مفتتحة بالحروف المقطعة "كالبقرة"، و"آل عمران"، و"الأعراف"، و"يونس"؛ لأن الحروف المقطعة في القرآن المكي غالباً، و"البقرة"، و"آل عمران" مدنيتان والغالب له الحكم. واخترنا لبيان ذلك سورة "هود"؛ لأن دلالتها على المعنى المقصود في غاية الظهور والإيضاح؛ لأن قوله تعالى: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [١١/١]، بعد قوله ﴿الر﴾ [١١/١]، واضح جداً فيما ذكرنا، والعلم عند الله تعالى.
قوله تعالى: ﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾، هذه الآية الكريمة فيها الدلالة الواضحة على أن الحكمة العظمى التي أنزل القرآن من أجلها: هي أن يعبد الله جل وعلا وحده، ولا يشرك به في عبادته شيء، لأن قوله جل وعلا: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهََ﴾ الآية [١١/١، ٢] صريح في أن