قد علمت بيضاء من بني فهر
...
نقية اللون نقية الصدر
لأضربن اليوم عن أبي صخر
وفيه نقل الحركة في الوقف، ورجز حماس بن قيس المشهور يدل على القتال يوم الفتح، وذكره الشنقيطي في مغازيه بقوله:"الرجز"
وزعم ابن قيس أن سيحفدا... نساءهم خلته وأنشدا
إن يقبلوا اليوم فمالي علة... هذا سلاح كامل وألة
وذو غرارين سريع السلة
وشهد المأزق فيه حطما... مربب من قومه فانهزما
وجاء فاستغلق بابها البتول... فاستفهمته أين ما كنت تقول
فقال والفزع زعفر دمه... إنك لو شهدت يوم الخندمة
إذ فر صفوان وفر عكرمة... وبو يزيد قائم كالمؤتمة
واستقبلتنا بالسيوف المسلمة... لهم نهيت خلفنا وهمهمة
يقطعن كل ساعد وجمجمة... ضربا فلا تسمع إلا غمغمة
لم تنطقي باللوم أدنى كلمه
وهذا الرجز صريح في وقوع القتال والقتل يوم فتح مكة، ومصداقه في الصحيح كما تقدم.
ومنها أيضاً: أن أم هانىء بنت أبي طالب رضي الله عنها أجارت رجلاً، فأراد علي بن أبي طالب رضي الله عنه قتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أجرنا من أجرت يا أم هانىء"، وفي لفظ عنها: "لما كان يوم فتح مكة، أجرت رجلين من أحمائي، فأدخلتهما بيتاً، وأغلقت عليهما باباً، فجاء ابن أمي عليَّ، فتفلت عليهما بالسيف" فذكرت حديث الأمان وقول النَّبي صلى الله عليه وسلم: "قد أجرنا من أجرت يا أم هانىء"، وذلك ضحى ببطن مكة بعد الفتح، وقصتها ثابتة في الصحيح.
فإجارتها له، وإرادة علي رضي الله عنه قتله، وإمضاء النَّبي ﷺ إجارتها، صريح في أنها فتحت عنوة.
ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم، أمر بقتل مقيس بن صبابة، وابن خطل، وجاريتين.
ولو كانت فتحت صلحاً، لم يؤمر بقتل أحد من أهلها، ولكان ذكر هؤلاء مستثنى من


الصفحة التالية
Icon