أنا سيف العشيرة فاعرفوني... حميداً قد تذريت السناما
وقول الأعشى:
فكيف أنا وانتحال القوافي... بعد المشيب كفى ذاك عارا
وقوله: في هذه الآية الكريمة: ﴿وَهُوَ يُحَاوِرُهُ﴾ جملة حالية. والمحاورة: المراجعة في الكلام: ومنه قوله تعالى: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا﴾ [٥٨/١]، وقول عنترة في معلقته:
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى... ولكان لو علم الجواب مكلمي
وكلام المفسرين في الرجلين المذكورين هنا في قصتهما كبيان أسمائها، ومن أي الناس هما ـ أعرضنا عنه لما ذكرنا سابقاً من عدم الفائدة فيه، وعدم الدليل المقنع عليه. والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: ﴿أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا﴾، معنى قوله: غوراً أي غائراً. فهو من الوصف بالمصدر. كما قال في الخلاصة:
ونعتوا بمصدر كثيرا... فالتزموا الإفراد والتذكيرا
والغائر: ضد النابع. وقوله: ﴿فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا﴾ [١٨/٤١] لأن الله إذا أعدم ماءها بعد وجوده، لا تجد من يقدر على أن يأتيك به غيره جل وعلا. وأشار إلى نحو هذا المعنى في قوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾ [٦٧/٣٠] ولا شك أن الجواب الصحيح: لا يقدر على أن يأتينا به إلا الله وحده. كما قال هنا: ﴿فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا﴾ [١٨/٤١].
قوله تعالى: ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً﴾. اعلم أن في هذه الآية الكريمة: قراءات سبعية، وأقوالاً لعلماء التفسير، بعضها يشهد له قرآن، وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك: أن الآية قد تكون فيها مذاهب العلماء، يشهد لكل واحد منها قرآن. فنذكر الجميع وأدلته في القرآن. فإذا علمت ذلك فاعلم أن قوله: في هذه الآية: ﴿وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ﴾ [١٨/٤٣، قرأه السبعة ما عدا حمزة والكسائي بالتاء المثناة الفوقية، وقرأه حمزة والكسائي ولم يكن له فئة بالياء المثناة التحتية، وقوله: ﴿الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ﴾ [١٨/٤٤]، قرأه السبعة


الصفحة التالية
Icon