الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}.
قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ﴾.
قد قدّمنا إيضاحه في سورة "هود"، في الكلام على قوله تعالى: ﴿وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ﴾.
قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً﴾، إلى قوله: ﴿لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾.
قد قدّمنا الآيات الموضحة له مع بعض الشواهد، في سورة "هود"، في الكلام على قصة لوط، وفي سورة "الحجر".
قوله تعالى: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبا﴾، إلى قوله: ﴿فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾.
تقدم إيضاحه في سورة "الأعراف"، في الكلام على قصّته مع قومه، وفي "الشعراء" أيضًا.
قوله تعالى: ﴿وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ * وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ * فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا﴾.
الظاهر أن قوله: ﴿وَعَاداً﴾ مفعول به لأهلكنا مقدرة، ويدلّ على ذلك قوله قبله: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ﴾، أي: أهلكنا مدين بالرجفة، وأهلكنا عادًا، ويدلّ للإهلاك المذكور قوله بعده: ﴿وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ﴾، أي: هي خالية منهم لإهلاكهم، وقوله بعده أيضًا: ﴿فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ﴾.
وقد أشار جلَّ وعلا في هذه الآيات الكريمة إلى إهلاك عاد، وثمود، وقارون، وفرعون، وهامان، ثم صرح بأنه أخذ كلاًّ منهم بذنبه، ثم فصل على سبيل ما يسمّى في البديع باللّف والنشر المرتّب أسباب إهلاكهم، فقال: ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً﴾،


الصفحة التالية
Icon