فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}.
وقد قدّمنا تفسير هذه الآية وإيضاحها في سورة "الأنبياء".
قوله تعالى: ﴿فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾.
ما ذكره في هذه الآية الكريمة من إيمان قوم يونس وأن اللَّه متعهم إلى حين، ذكره أيضًا في سورة "يونس"، في قوله تعالى: ﴿فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾.
قوله تعالى: ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ﴾، إلى قوله: ﴿مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾.
قد قدّمنا الآيات الموضحة له بكثرة في سورة "النحل"، في الكلام على قوله تعالى: ﴿وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ﴾، إلى قوله تعالى: ﴿سَاء مَا يَحْكُمُونَ﴾.
قوله تعالى: ﴿وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ * لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ * لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ* فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾.
قد قدّمنا الكلام على ما في معناه من الآيات في سورة "الأنعام"، في الكلام على قوله تعالى: ﴿أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ﴾.
قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾.
هذه الآية الكريمة تدلّ على أن الرسل صلوات اللَّه وسلامه عليهم وأتباعهم منصورون دائمًا على الأعداء بالحجّة والبيان، ومن أمر منهم بالجهاد منصور أيضًا بالسيف والسنان، والآيات الدالَّة على هذا كثيرة؛ كقوله تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾،


الصفحة التالية
Icon