المصدر اسم ما سوى الزمان من | مدلولي الفعل كأمن من أمن |
فمثال رجوع الإشارة إلى المصدر الكامن في الفعل، قوله هنا ﴿ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، فإن المصدر الذي هو الخلق، كامن في الفعل الصناعي، الذي هو الفعل الماضي في قوله: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ﴾ أي: خلق السماوات المذكور الكامن في مفهوم خلقنا ظن الذين كفروا.
ومثال رجوع الإشارة إلى الزمن الكامن في مفهوم الفعل الصناعي، قوله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ﴾، أي: ذلك الزمن الكامن في الفعل هو يوم الوعيد.
ومثال رجوع الضمير للمصدر الكامن في مفهوم الفعل قوله تعالى: ﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ فقوله: ﴿هُوَ﴾، أي: العدل الكامن في مفهوم اعدلوا، كما تقدم إيضاحه.
قوله تعالى: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾. ﴿أَمْ﴾ في قوله: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ﴾، وقوله، ﴿أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ﴾، كلتاهما، منقطعة و ﴿أَمْ﴾ المنقطعة، فيها لعلماء العربية ثلاثة مذاهب:
الأول : أنها بمعنى همزة استفهام الإنكار.
الثاني : أنها بمعنى بل الإضرابية.
والثالث : أنها تشمل معنى الإنكار والإضراب معاً، وهو الذي اختاره بعض المحققين.
وعليه، فالإضراب بها هنا انتقالي لا إبطالي ووجه الإنكار بها عليهم واضح، لأن