فالمصدر كامن في مفهوم الفعل الصناعي إجماعا، وهو نكرة لم تتعرف بشيء فيؤول إلى معنى النكرة في سياق النفي.
وقد أشار صاحب مراقي السعود إلى أن الفعل في سياق النفي أو الشرط من صيغ العموم بقوله:
ونحو لا شربت أو وإن شربا | واتفقوا إن مصدر قد جلبا |
قوله تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾.
قوله تعالى في هذه الآية: ﴿وَأَزْوَاجُكُمْ﴾ فيه لعلماء التفسير وجهان:
أحدهما: أن المراد بأزواجهم، نظراؤاهم وأشباههم في الطاعة وتقوى الله، واقتصر على هذا القول ابن كثير.
والثاني: أن المراد بأزواجهم، نساؤهم في الجنة، لأن هذا الأخير أبلغ في التنعم والتلذذ من الأول.
ولذا يكثر في القرآن، ذكر إكرام أهل الجنة، بكونهم مع نسائهم دون الامتنان عليهم، بكونهم مع نظرائهم وأشباههم في الطاعة.
قال تعالى: ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ، هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾ [يس: ٥٥-٥٦].
وقال كثير في أهل العلم: إن المراد بالشغل المذكور في الآية، هو افتضاض الأبكار، وقال تعالى: ﴿وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ﴾ [الطور: ٢٠]، وقال تعالى: ﴿وَحُورٌ عِينٌ، كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ﴾ [الواقعة: ٢٢-٢٣]، وقال تعالى: ﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾ إلى قوله: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ [الرحمن: ٧٢]، وقال: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ