فَاقْتُلُوهُمْ} [البقرة: ١٩١]، بصيغة المجرد في الفعلين، لأن من قتل ومات لا يمكن أن يؤمر بقتل قاتله، بل المراد في إن قتلوا بعضكم فليقتلهم بعضكم الآخر، ونظيره قول ابن مطيع:
فإن تقتلونا عند حرة واقم | فإنا على الإسلام أول من قتل |
وقد قدمنا في الحجرات وغيرها، أن من أصرح الشواهد العربية في ذلك قول الشاعر:
فسيف بني عبس وقد ضربوا به | نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد |
تقول وقد مال الغبيط بنا معا | عقرت بعيري يامرأ القيس فانزل |
تعدون عقر الذيب أفضل مجدكم | بني ضوطرا لولا الكمي المقنعا |
قد قدمنا الآيات الموضحة له بكثرة في سورة فصلت، في الكلام على قوله تعالى: ﴿فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون﴾.
قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ﴾.
قوله: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً﴾، قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الفرقان في الكلام على قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ﴾ [الفرقان: ٤٠]، وقوله: ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ﴾ قد قدمنا الآيات الموضحة له إيضاحا شافيا بكثرة.