السماء سَقْفاً مَحْفُوظاً} [٢١/٣٢] في سورة "الأنبياء".
وعند قوله ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السماء فَوْقَهُمْ﴾ [٥٠/٦] في سورة "ق" ولعل مجيء هذه الآية بعد ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [٦٧/٢] توجيه لي حسن صنع الله وإبداعه في خلقه ﴿ما تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ [٦٧/٣].
قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السماء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوما لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ﴾ [الملك: ٥].
تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان زينة السماء بالمصابيح وجعلها رجوما للشياطين بيانا كاملا عند قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السماء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ﴾ [١٥/١٦-١٨]
وقد ذكر طرفا من هذا البحث في سورة الفرقان لا بد من ضمه لي هذا المبحث هناك لارتباط بعضها ببعض.
تنبيه
فقد ظهرت تلك المخترعات الحديثة ونادى أصحاب النظريات الجديدة والناس ينقسمون إلى قسمين قسم يبادر بالإنكار وآخر يسارع للتصديق وقد يستدل كل من الفريقين بنصوص من القرآن أو السنة ولعل من الأولى أن يقال إن النظريات الحديثة قسمان نظرية تتعارض مع صريح القرآن فهذه مردودة بلا نزاع كنظرية ثبوت الشمس مع قوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ [٣٦/٣٨].
ونظرية لا تتعارض مع نص القرآن ولم ينص عليها وليس عندنا من وسائل العلم ما يؤيدها ولا يرفضها فالأولى أن يكون موقفنا موقف التثبت ولا نبادر بحكم قاطع إيجابا أو نفيا وذلك أخذا من قضية الهدهد وسبأ مع نبي الله سليمان لما جاء يخبرهم وكان عليه السلام لم يعلم عنهم شيئا فلم يكذب الخبر بكونه من الهدهد ولم يصدقه لأنه لم يعلم عنهم سابقا مع أنه وصف حالهم وصفا دقيقا.
وكان موقفه عليه السلام موقف التثبت مع ما لديه من إمكانيات الكشف والتحقيق من


الصفحة التالية
Icon