وقوله تعالى ﴿وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾ المن القطع أي إن أجره ﷺ عند الله غير منقطع.
قال الشاعر قال الشاعر:
لمقفر قهر تنازع شلوه | عبس كواسب لا يمن طعامها |
وصلوات الله تعالى عليه وصلوات الملائكة والمؤمنين لا تنقطع ليلا ولا نهارا وهي من الله تعالى رحمة ومن الملائكة والمؤمنين دعاء.
وفي سورتي "الضحى" و"ألم تشرح" بكاملها: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ [٩٣/٣-٥].
وقوله ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [٩٤/٤].
ومعلوم من السنة أن من دل على خير فله مثل من عمل به فما من مسلم تكتب له حسنة في صحيفته إلا وللرسول ﷺ مثلها.
وقد قال ﷺ "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث".
ومنها "أو علم ينتفع به". وأي علم أعم نفعا مما جاء به ﷺ وتركه في الأمة حتى قال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي"، إلى غير ذلك من النصوص الدالة على دوام أجره.
أما جزاؤه عند الله فلا يقدر قدره إلا الله تعالى.
وقوله تعالى ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ تقدم أن هذه بمثابة الرد على ادعاء المشركين أولا عليه ﷺ ورميه بالجنون لأن أخلاق المجانين مذمومة بل لا أخلاق لهم وهنا أقصى مراتب العلو في الخلق.
وقد أكد هذا السياق بعوامل المؤكدات باندراجه في جواب القسم الأول في أول السورة وبإن اللام في ﴿لَعَلَى﴾ وجاء بعلى الدالة على الاستعلاء والتمكن بدل من ذو