ما وجب أو أحسن ما وجد.
كما قال ﷺ "وإياك وكرائم أموالهم".
وفي الوقت الذي يدفع الغني فيه جزءا من ماله يستشعر أنه يدفعه لوجه الله وينتظر أجره جل وعلا فأصبحت الزكاة بين عامل متحفظ وبين مالك متطوع عامل يخشى قوله ﷺ "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"، ومالك يرجو في الحسنة عشر أمثالها وسبعمائة وزيادة مضاعفة.
وقد وقعت قضية مذهلة لم يشهد نظام مالي في العالم مثلها وهي أنه ذهب عامل رسول الله ﷺ للصدقة فمر برجل في قرية قريبة من المدينة بصاحب إبل فحسبها فقال لصاحبها: أخرج بنت لبون.
فقال صاحب الإبل كيف أخرج بنت لبون في الزكاة وهي لا ظهر يركب ولا ضرع يحلب ولكن هذه ناقة كوماء فخذها في سبيل الله.
فقال العامل وكيف آخذ شيئا لم يجب عليك فتلاحيا معا العامل وصاحب المال وأخذا. قال له العامل إن كنت ولا بد مصرا فها هو رسول الله ﷺ منك قريب بالمدينة اذهب بها إليه فإن قبلها منك أخذتها فذهب بها فقال له ﷺ "أعن طيب نفس؟" قال: نعم يا رسول الله فأمر العامل بأخذها فدعا له ﷺ بالبركة فعاش حتى عهد معاوية فكانت زكاة إبله هذه هي روح الزكاة في الإسلام لا ما يفعله أصحاب الأموال في النظم الأخرى.
أما نظام الضرائب حيث يتهربون ويقللون ويتخذون دفاتر متعددة بعضها لمصلحة الضرائب يقلل فيها دخله وكسبه لتخف الضريبة عليه لأنه يراها مغرما كالجزية وبعضها لنفسه ليعرف حقيقة ماله.
أما الزكاة فإن مالكها يقدم زكاتها لوجه الله ليطهر ماله لقوله تعالى ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [٩/١٠٣].
وكما قال ﷺ "إن أحدكم ليتصدق بالصدقة وإنها لتقع أول ما تقع في كف الرحمان فينميها له كما ينمي أحدكم فلوه"، أي ولد فرسه حتى تكون مثل جبل أحد.


الصفحة التالية
Icon