كما قال ابن عباس والتثنية لمشرق الشمس والقمر والإفراد على الجهة وسيأتي في دفع إيهام الاضطراب أيضا.
قوله تعالى ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً﴾ [المعارج: ٤٣].
بين هنا حالة الخروج من الأجداث وهي القبور وهي أنهم يخرجون سراعا وبين في موضع آخر أنهم يخرجون مبعثرين هنا وهناك في قوله تعالى ﴿إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾ [١٠٠/٩].
وفي قوله تعالى ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾ [٩٩/٦].
قوله تعالى ﴿خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ﴾ [القلم: ٤٣].
حالة ثانية وقد جمع الحالات في سورة اقتربت الساعة في قوله تعالى ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ﴾ [٥٤/٦-٨] نسأل الله تعالى السلامة والعافية.
وفي ختام السورة الكريمة لهذا الوصف والوعيد الشديد تأييد للقول بأن سؤالهم في أولها ﴿بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾، إنما هو استخفاف واستبعاد فبين لهم تعالى بعد عرض السورة نهاية ما يستقبلون به ليأخذوا حذرهم ويرجعوا إلى ربهم فارتبط آخر السورة بأولها.


الصفحة التالية
Icon