قوله تعالى ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً﴾ [المرسلات: ٢٦].
تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة طه عند قوله تعالى ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً﴾ [٢٠/٥٣]، والكفات الموضع الذي يكفتون فيه والكفت الضم أحياء على ظهرها وأمواتا في بطونها كما في قوله ﴿وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ﴾ [٢٠/٥٥]، وقد جمع المعنيين في قوله تعالى ﴿وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً﴾ [٧١/١٧-١٨].
قوله تعالى ﴿انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ [المرسلات: ٢٩].
بينه بعد بقوله تعالى ﴿انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [٧٧/٣٠-٣٣]، أي وهي جهنم.
وقد بين تعالى في موضع آخر أنهم يدفعون إليها دفعا في قوله تعالى ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً﴾ [٥٢/١٣].
قوله تعالى ﴿هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ﴾ [المرسلات: ٣٥].
نص على أنهم لا ينطقون في ذلك اليوم مع أنهم ينطقون ويجيبون على ما يسألون كما في قوله تعالى ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ﴾ [٣٧/٢٤].
وقوله ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ﴾ [٦٨/٣٠].
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الكلام على هذه المسألة في سورة النمل عند قوله تعالى ﴿وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ﴾ [٢٧/٨٥].
وبين وجه الجمع بالإحالة على دفع إيهام الاضطراب عند سورة "المرسلات" هذه وأن ذلك في منازل وحالات.
قوله تعالى ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [المرسلات: ٤٣].
فيه النص على أن عملهم في الدنيا سبب في تمتعهم بنعيم الجنة في الآخرة.
ومثله قوله تعالى ﴿وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [٧/٤٣].